رغم اني مش بحب أتكلم عن شغلي أو اللي بيحصل فيه، لكن معلش هاضطر أكسر القاعدة المرة دي لأن الموقف اللي حصل يستحق نكسر القاعدة علشانه، الموضوع باختصار اني كنت بتفرج على بعض القنوات الإخبارية في التليفزيون وبتابع اللي بيحصل في لبنان، واستفزني جدا اللي شوفته خاصة من حزب الله اللبناني اللي قواته وميليشياته احتلت بيروت وقطعت الطرق باستخدام السلاح، ورغم اني كنت يوم أجازة من الشغل لكني قررت أكتب موضوع عن الأحداث دي كلها، وطبعا الموضوع كان كله انتقادات لحزب الله، قولت فيه ان السلاح بتاعه فقد الشرعية وانه مبقاش سلاح مقاومة وان قواته بقت عاملة زي الميليشيات اللي في العراق..إلخ. والموضوع اتنشر على موقع المؤسسة اللي انا بشتغل فيها.
****
المهم بعد دقايق من نشر الموضوع اتصل واحد زميل لي في الشغل (باحث لبناني في الإدارة الاستراتيجية) وأبدى إعجاب غير طبيعي بالموضوع وعرض انه ياخد الموضوع معاه البيت يسهر عليه ويترجمة علشان يتنشر على الصفحة الانجليزية للموقع بسرعة، وفعلا اخد الموضوع وترجمه واتنشر تاني يوم. وبعد ما رجعت البيت اتصل زميل تاني انتقد الموضوع وقال إنه أسوأ موضوع انا كتبته من يوم ما جيت هنا، واتهمني بعدم الموضوعية والانحياز ضد حزب الله اللي بيدافع عن كرامة العرب والمسلمين، واني بكرر نفس كلام أمريكا وإسرائيل اللي عايزين يدمروا الحزب.. قلت عادي كل واحد شايف الموضوع من زاويته هو .. وبعدين اتصل كذا واحد وقالوا رأيهم وكانو طبعا منقسمين واحد مؤيد والتاني معارض حسب موقف كل واحد من حزب الله وإيران.
****
لكن الغريب بقى ان أحد زملائي في العمل وهو باحث برضه بس كبير في السن (فوق الخمسين سنة) حذرني وقال: انت كدة دخلت عش الدبابير ومش بعيد تتعرض للاستهداف من حزب الله وإيران، وممكن يعتبروك عميل أمريكي!!!! (يا نهار مش فايت هي وصلت للقتل والعمالة ههههههه) طبعا أنا ضحكت جدا وعدى الموضوع..
****
تاني يوم وانا في الشغل جالي تليفون من واحد قال انه تبع السفارة الاسترالية وقال ان نائبة السفير الاسترالي في أبوظبي عزماني على فنجان قهوة في اي وقت أنا أحدده علشان تتناقش معايا في الموضوع... أنا سألته هو فيه ايه بالظبط.. قال انها قرت الموضوع بتاع لبنان وعجبها وعايزة تتناقش معاك فيه!!! انا طبعا اعتذرت وقولتله انا مقدرش اجتمع مع أي حد على مستوى رسمي الا بعد موافقة المؤسسة اللي انا فيها وحولته على المسؤولين عني علشان يتفاهموا مع بعض.. المهم لما الباحث زميلي ده عرف حكاية السفارة اعتبرها دليل على مساعي السفارة الاسترالية (ومن وراها الأمريكية) لتجنيدي لحسابهم..ههههههههه.. وفيه واحد تاني تفتق ذهنه عن خطر كبير وهو ان السفارة الايرانية في الامارات ممكن تاخد بالها وتقرأ الموضوع ويحطوني في دماغهم، وانتو بقى عارفين يعني ايه أحمدي نجاد يحطني في دماغه..هههههههه
****
أنا بحكي القصة دي كلها بصراحة علشان أوضح حاجة صغيرة هي ان ازاي الناس (وخاصة المصريين) بيحبوا يضخموا الأمور ويحطو سيناريوهات مستحيلة وبيصدقوها.. وازاي كمان انهم مش بيتقبلو الرأي الآخر، جايز انا عندي رأي مختلف عن رأي أي حد .. عادي جدا.. وكمان مش معنى ان رأيي يتفق مع رأي أمريكا أو استراليا في بعض المواقف يبقى خلاص بقيت بعبر عنهم وعميل ليهم بالعكس انا كتبت موضوعات كتير عن أمريكا وكلها تقريبا انتقادات وشتايم ليها ولسياستها.. الموضوع باختصار مسألة رأي جايز يكون صح وجايز يكون غلط.. لكنه مش عمالة ولا تخوين طبعا..ههههههههههههههه..
***